طباعة
1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 (18 تقييمات)

قناة مكافح الشبهات – أبو عمر الباحث

نسف أكاذيب النصارى حول الصحابة الكرام

شبهة قصة التحكيم بين عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان

لتحميل البحث بصيغة pdf اضغط هنا

 

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد:

هذه سلسلة ردود علمية على شبهات الشيعة الروافض حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

ادَّعى أحد الشيعة الروافض أن الصحابة الكرام وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان تقاتلوا على السلطة والجاه وسَبُّوا بعضهم بعضاً، ولعنوا بعضهم بعضاً، ثم أتى أناس من جلدتنا ممن يسمون أنفسهم بالفنانين ليكرروا هذا الكلام الساقط بحجة أنه موجود في الكتب.!

 

واستدل بما رواه الطبري:

{ قَالَ أَبُو مخنف: حَدَّثَنِي أَبُو جناب الكلبي: أن عمرًا، وأبا مُوسَى حَيْثُ التقيا بدومة الجندل أخذ عَمْرو يقدم أبا مُوسَى فِي الكلام، يقول: إنك صاحب رَسُول اللَّهِ، وأنت أسن مني فتكلم وأتكلم، فكان عَمْرو قَدْ عود أبا مُوسَى أن يقدمه فِي كل شَيْء، اغتزى بِذَلِكَ كله أن يقدمه، فيبدأ بخلع علي، قَالَ: فنظر فِي أمرهما وما اجتمعا عَلَيْهِ، فأراده عَمْرو عَلَى مُعَاوِيَة فأبى، وأراده عَلَى ابنه فأبى، وأراد أَبُو مُوسَى عمرا عَلَى عَبْد اللَّهِ بن عُمَرَ فأبى عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عَمْرو: خبّر مَا رأيك؟ قَالَ: رأيي أن نخلع هَذَيْنِ الرجلين، ونجعل الأمر شورى بين الْمُسْلِمِينَ، فيختار الْمُسْلِمُونَ لأنفسهم من أحبوا، فَقَالَ لَهُ عَمْرو: فإن الرأي مَا رأيت، فأقبلا إِلَى النَّاسِ وهم مجتمعون، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، أعلمهم بأن رأينا قَدِ اجتمع واتفق، فتكلم أَبُو مُوسَى، فَقَالَ: إن رأيي ورأي عَمْرو قَدِ اتفق عَلَى أمر نرجو أن يصلح اللَّه، بِهِ أمر هَذِهِ الأمة، فَقَالَ عَمْرو: صدق وبر يَا أَبَا مُوسَى تقدم فتكلم، فتقدم أَبُو مُوسَى ليتكلم، فَقَالَ لَهُ ابن عَبَّاس: ويحك ! وَاللَّهِ إني لأظنه قَدْ خدعك إن كنتما قَدِ اتفقتما عَلَى أمر فقدمه فليتكلم بِذَلِكَ الأمر قبلك، ثُمَّ تكلم أنت بعده، فإن عمرا رجل غادر وَلا آمن أن يكون قَدْ أعطاك الرضا فِيمَا بينك وبينه، فإذا قمت فِي الناس خالفك، وَكَانَ أَبُو مُوسَى مغفلًا، فَقَالَ: إِنَّا قَدِ اتفقنا فتقدم أَبُو مُوسَى، فَحَمِدَ اللَّهَ، وأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا قَدْ نظرنا فِي أمر هَذِهِ الأمَّة فلم نَرَ أَصْلَحَ لِأَمْرِهَا وَلا أَلَمَّ لِشَعْثِهَا مِنْ أَمْرٍ قَدْ أَجْمَع رأيي ورأي عَمْرو عَلَيْهِ، وَهُوَ أن نخلع عَلِيًّا ومعاوية، وتستقبل هَذِهِ الأمَّةُ هَذَا الأمر فَيُوَلُّوا مِنْهُمْ مَنْ أَحَبُّوا عَلَيْهِم، وإني قَدْ خلعت عَلِيًّا ومعاوية فاستقبلوا أمركم، وَوَلُّوا عَلَيْكُمْ مَن رأيتموه لهذا الأمر أَهْلًا، ثُمَّ تَنَحَّى وَأَقْبَلَ عَمْرو بن الْعَاصِ فقام مقامه فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: إن هَذَا قَدْ قَالَ مَا سمعتم وخلع صاحبه، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي مُعَاوِيَة، فإنه ولي عُثْمَان بن عَفَّانَ، رضي الله عنه، والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: ما لك، لا وفقك اللَّه، غدرت وفجرت، إنما، مثلك كمثل الكلب ؛ إن تحمل عَلَيْهِ يلهث، أو تتركه يلهث، قَالَ عَمْرو: إنما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا، وحمل شريح بن هانئ عَلَى عَمْرو فقنعه بالسوط، وحمل عَلَى شريح ابنٌ لعمرو فضربه بالسوط، وقام الناس فحجزوا بينهم، وَكَانَ شريح بعد ذَلِكَ يقول: مَا ندمت عَلَى شَيْء ندامتي عَلَى ضرب عَمْرو بالسوط، أَلا أكون ضربته بالسيف آتيا بِهِ الدهر مَا أتى، والتمس أهل الشام أبا مُوسَى فركب راحلته ولحق بمكة، قَالَ ابن عَبَّاس: قبح اللَّه رأي أبي مُوسَى، حذرته وأمرته بالرأي فما عقل، فكان أَبُو مُوسَى، يقول: حذرني ابنُ عَبَّاس غدرة الفاسق، ولكني اطمأننت إِلَيْهِ، وظننت أنه لن يؤثر شَيْئًا عَلَى نصيحة الأمة، ثُمَّ انصرف عَمْرو وأهلُ الشام إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بالخلافة، ورجع ابن عَبَّاس وشريح بن هانئ إِلَى علي، وَكَانَ إذا صلى الغداة يقنت، فيقول: اللَّهُمَّ العن مُعَاوِيَة وعمرا وأبا الأعور السلمي وحبيبا وعبد الرَّحْمَن بن خَالِدٍ والضحاك بن قيس والوليد، فبلغ ذَلِكَ مُعَاوِيَة، فكان إذا قنت لعن عَلِيًّا وابن عباس والأشتر وحسناً وحسيناً }.(1)

 

وللرد على هذا الافتراء أقول:

أولاً: الرواية غير صحيحة:

فسندُها فيه راويان، أحدهما شيعي رافضي كذاب والآخر ضعيف، ثم الانقطاع.

والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً صحيحاً فقط ، ويجب أن تنطبق عليه شروط خمس وهي:

1- اتصال السند.

2- عدالة الرواة.

3- ضبط الرواة.

4- انتفاء الشذوذ.

5- انتفاء العلة.

 قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح :

{ أَمَّا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذَّاً ، وَلا مُعَلَّلاً}.(2)

 

علل الرواية:

العلة الأولى: أبو مخنف لوط بن يحيى

قال الإمام شمس الدين الذهبي:

لوط بن يحيى، أبو مخنف، أخباري تالف، لا يوثق به.

تركه أبو حاتم وغيره.

وقال الدارقطني: ضعيف.

وقال ابن معين: ليس بثقة.

وقال مَرَّةً: ليس بشيء.

وقال ابن عدي: شيعي محترق، صاحب أخبارهم.(3)

 

العلة الثانية: أبو جنابٍ الكلبي.

قال الإمام شمس الدين الذهبي:

أبو جنابٍ الكلبي، سمع الشعبي وطبقته.

قال يحيى القطان: لا أستحل أن أَرْوِىَ عنه.

وقال النسائي والدارقطني: ضعيف.

وقال أبو زرعة: صدوق يدلس.

وقال ابن الدورقي عن يحيى: أبو جناب ليس به بأس إلا أنه كان يُدَلِّس.

وروى عثمان عن ابن معين: صدوق.

ثم قال عثمان: هو ضعيف.

وقال الفَلَّاسُ: متروك.(4)

 

العلة الثالثة: الانقطاع.

ذكرنا أنَّ مِنْ شروط صحة الحديث الصحيح اتصال السند.

ونحن نجد في هذه الرواية انقطاعاً كبيراً بين أبي جنابٍ الكلبي وبين هذه الواقعة التي لم يدركها ولم يحدث بها عن أحد الذين عاصروها. فحتى لو كان أبو جنابٍ الكلبي ثقةً فالرواية أيضاً لا تصح لعدم اتصال سندها.

فهذه ثلاثة علل تكفي كل علة منها منفردة لكي نرد هذه الرواية وننبذ ما جاء فيها من إفك وبهتان، فما بالك إذا اجتمعت هذه العلل الثلاثة في الإسناد وحده ؟

 

ثانياً: الرواية تخالف الواقع وصحيح السنة:

من المعلوم لكل ذي عينين أن الرواية الصحيحة المتفق على صحتها يؤخذ بها وتُقَدَّم على الرواية الأقل منها في القوة من حيث الإسناد، فما بالك بالرواية التي لا يصح سندها أصلاً كالرواية التي بين أيدينا الآن ؟

فهل على الأمة الإسلامية أن تترك الصحيح المتفق عليه وتذهب خلف الرافضة لتصدق ما افتراه أَوَائِلُهُم على السادةِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟

وإليك بعض الأمور التي خالفت فيها هذه الرواية الباطلة ما صح من روايات

· تقول الرواية أن أبا موسى قال لعمرو: {رأيي أن نخلع هَذَيْنِ الرجلين}

ومن قال أن معاوية كان خليفة وقتها حتى يُخلع أصلاً من الخلافة ؟!

هذا تزوير متعمد للتاريخ.!

فالخليفة وقتها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحده، وليس معاوية.

أقول: لقد ضرب الصحابةُ الكرامُ أروعَ الأمثلةِ في الإخلاص والتفاني لنصرة هذا الدين العظيم، ولم يحيدوا عن ذلك قيد أنملة.

تقول الرواية أن بن عباس قال عن عمرو بن العاص أنه رجل غادر.!

وهذه شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص:

{ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ: عَمْرٌو وَهِشَامٌ}.(5)

{ عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَسْلَمَ النَّاسُ، وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ }.(6)

· تقول الرواية أن أبا موسى كان مغفلاً.!

وهذا ليس فقط قدحاً في أبي موسى الأشعري، وإنما هو قدحٌ في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ائتمن أبا موسى وَوَلَّاهُ على أمور المسلمين.

 

قال الإمام شمس الدين الذهبي:

{ وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمُعَاذاً عَلَى زَبِيْدٍ، وَعَدَنَ. وَوَلِيَ إِمْرَةَ الكُوْفَةِ لِعُمَرَ، وَإِمْرَةَ البَصْرَةِ، وَقَدِمَ لَيَالِيَ فَتْحِ خَيْبَرَ، وَغَزَا، وَجَاهَدَ مَعَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَمَلَ عَنْهُ عِلْماً كَثِيْراً }.(7)

قال الإمام شمس الدين الذهبي:

{عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيّاً، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

قَالَ: عَنْ أَيِّهِمْ تَسْأَلُوْنِي؟ .. قُلْنَا: أَبُو مُوْسَى؟

قَالَ: صُبِغَ فِي العِلْمِ صِبْغَةً، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ }.(8)

وهذا الكلام من علي بن أبي طالب خصوصاً له مغزى خاص.

فهذا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه العالِم الصادق المجاهد الوالي الحاكم الأمين

فكيف تقول هذه الرواية المكذوبة الباطلة عنه أنه كان مغفلاً ؟!!

الرواية الباطلة تقول أن الصحابة لعنوا بعضهم بعضا على المنابر.!

وهذا والله من الإفك المبين

فكيف يتجاوز الصحابة الكرام نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللعن ليطلقوا ألسنتهم بهذه الطريقة الفجة على المنابر بلعن من يعلمون جيدا أنهم محبون لله ورسوله؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: { وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ }.(9)

· الرواية الباطلة تقول أن الصحابة سَبُّوا بعضهم بعضاً

فكيف يتجاوزن قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ }.(10)

 

ثالثاً: موقف عليَّ بن أبي طالب من الرافضة:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

{ من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين }.(11)

ويقول: علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

{ سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا، يكذبون علينا، مارقة، آية ذلك، أنهم يسبون أبا بكر وعمر}.(12)

فهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يَسُبُّونَ أصحابَه، وهذا قول علي بن أبي طالب في الشيعة الرافضة.

فأيُّ دِينٍ بَقِيَ للرافضة وهم يطعنون في خير البشر بعد الرسل والأنبياء ؟

وحُقَّ للإمام أبي زُرْعَةَ الرَّازِي أن يقول:

{ إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول عندنا حق والقرآن حق وإنما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله صلى الله عليه و سلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أولى بهم وهم زنادقة}.(13)

 

مراجع البحـث:

 

 (1) تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبري ج5 ص71 ط دار المعارف – مصر، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم.

 (2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ،  دار الفكر – سوريا، ت: نور الدين عنتر.

 (3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج5 ص508 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت.

 (4) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج7 ص170 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت.

 (5) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج13 ص409 ط مؤسسة الرسالة- بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط، د/عبد الله بن عبد المحسن التركي.

 (6)مسند الإمام أحمد بن حنبل ج28 ص629 ط مؤسسة الرسالة- بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط ، د/عبد الله بن عبد المحسن التركي.

 (7) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج2 ص381 ط مؤسسة الرسالة- بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.

 (8)  سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج2 ص388 ط مؤسسة الرسالة- بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.

 (9) صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص1515 ح6047 ط دار بن كثير- بيروت.

(10) صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص20 ح48 ط دار بن كثير- بيروت.

(11) المعجم الكبير للإمام سليمان بن أحمد الطبراني  ج12 ص142 ط مكتبة العلوم والحكم -  الموصل، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.

(12) معجم بن الأعرابي للإمام أبي سعيد بن الأعرابي البصري  ج1 ص152 ط دار ابن الجوزي -  السعودية، ت: عبد المحسن إبراهيم الحسيني.

(13)الكفاية في علم الرواية للإمام الخطيب البغدادي ص49 ط المكتبة العلمية – المدينة المنورة، ت: أبو عبد الله السورقي , إبراهيم حمدي المدني.

 

تمت بحمد الله

كتبه أبو عمر الباحث

غفر الله له ولوالديه