طباعة
1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 (13 تقييمات)

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد

فقد استدل أحد الرافضة برواية ليجوز بها شركهم بالله دعاءهم واستغاثتهم بأهل البيت عليهم السلام من دون الله !!

وسبب استدلاله بهذه الرواية أن الرافضة طلب العون والمدد من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكرت له قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.  (الأعراف - آية: 194 )

فقال:

فقلت وبالله التوفيق:
ظننت أنك ستأتي برواية صحيحة، فإذا بك تأتي برواية ضعيفة من سنن الدارمي !!

عمومًا إليك الجواب:

أولا: على فرض صحة الرواية؛ فليس في الرواية أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أو الذين معها استغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه نزول المطر ولا قالوا لبيك يا رسول الله، ولا قالوا يا رسول الله أغثنا ولا قالوا يا رسول الله اسقنا وأمطرنا كما تفعلون !!

أعد قراءة الرواية مرة أخرى هدانا الله وإياك إلى الحق والخير.

ثانيا: على فرض صحة الرواية مرة أخرى؛ فليس فيها حُجَّة، لأن هذا سيكون مجرد اجتهاد من أم المؤمنين عائشة، والحُجَّة في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس من فعل أو قول عائشة رضي الله عنها.

ثالثا: مما يبين بُطلان هذه الرواية أن بيت النبي صلى الله عليه وسلم في مدة حياة عائشة لم يكن له كوة أصلًا !!

رابعًا: إليك العلل في سند هذه الرواية:

1. أبو النعمان هو محمد بن الفضل السدوسي وشهرته (عارم)، وقد اختلط، ولا يُدرَى سماع الدارمي منه قبل الاختلاط أم بعده!

2. سعيد بن زيد صدوق له أوهام، ولا يُحتجُّ به إذا انفرد، كما قال ابن حبان.

3. عمرو بن مالك النكري: اختلف فيه، وقال الحافظ: صدوق له أوهام.

4. أبو الجوزاء أوس بن عبد الله: ثقة ، إلا أنه لا يُعرف له سماع من عائشة. فيكون الحديث مرسلًا !!

فهل هذه الرواية التي تحتج بها علينا ؟!

ولذلك يقول شيخ الإسلام:
[ وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء، لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده ].

خامسًا: واضح أنني أجبتُ وفنَّدتُ دليلك بشكل كامل، وأنت أقسمتَ بالله أني سأهرب ولن أجيب! فعليك الآن أن تستغفر وتصوم ثلاثة أيام تكفيرًا عن يمينك الباطل !!

والحمد لله رب العالمين ،،،،