طباعة
1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 (6 تقييمات)

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد

فقد كتب أحدهم يزعم أن رأس المنافقين عبد الله بن أبيِّ بن سلول كان من أصحاب بيعة الرضوان !! فيقول:

[ و لكن يا استاذ قال الله تعالى في كتابه العزيز (لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة) و من المعلوم ان راس النفاق عبد الله بن سلول كان من الذين بايعوا النبي صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة. رواها الواقدي في مغازيه، قال: حدثنا ابن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله عن أبي سلمة الحضرمي قال: سمعت أبا قتادة يقول: سمعت ابن أبي يقول ـ ونحن بالحديبية ومطرنا بها ـ فقال ابن أبي: هذا نوء الخريف مطرنا بالشَّعْرَى.
و الواقدي ثقة في المغازي و التاريخ ضعيف في الحديث و الله اعلم].

فكتبتُ رَدًّا عليه أقول:

أولًا: من فضلك أعد قراءة الرواية مرة أخرى وأخبرني أين وجدتَ فيها أن عبد الله بن سلول بايع مع الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة؟!

ثانيًا: على فرض صحة الرواية ؛ فالرضا الإلهي المذكور في الآية مخصوص بالمؤمنين فقط، فالله عز وجل يقول في الآية: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك ... }. لاحظ كلمة {المؤمنين}، ولم يقل: [ لقد رضي الله عن الذين يُبايعونك ].

فلو كان ابن سلول معهم وقت البيعة فالرضا المذكور لا يشمله، فالرضا الإلهي المذكور في الآية خاصٌ بالمؤمنين كما جاء في نص الآية، وابن سلول ليس من المؤمنين بالتأكيد. وإنما كان رأسَ المنافقين.

ثالثًا: النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل بيعة الرضوان: [ أنتم خير أهل الأرض ]. صحيح البخاري - حديث رقم: 4154.

فكيف يكون خيرُ أهل الأرض فيهم أفسدُ وأخبثُ وأحقرُ وأخسُّ أهل الأرض وهم المنافقون؟!

رابعًا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ لا يدخل النارَ أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة  ]. مسند أحمد ج23 ص93.

فأهل البيعة جميعًا في الجنة، ولقد أخبرنا الله عز وجل في القرآن أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وابن سلول قد مات كافرًا ، فحينما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له ويصلي عليه نهاه الله تعالى عن ذلك، كما قال تعالى: { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ، وقال تعالى: { وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ }.

خامسًا: الواقدي ضعيف متروك الحديث، ولا تثبت الصحبة لأحد بمثل قول الواقدي وروايته.

سادسًا: لو فرضنا أن الواقدي ثقة في المغازي والتاريخ كما تقول! فماذا أنت فاعل في شيخه أبي بكر بن أبي سبرة؟! وهو ضعيف الإجماع، بل كان يضع الحديث ويكذب!

فالخلاصة أن الرواية لا تصح سَنَدًا، كما أنها ليس فيها دلالة على بيعة ابن سلول مع الصحابة المبايعين. وحتى لو بايع ابنُ سلول ؛ فالرضا مخصوص بأهل الإيمان وليس أهل النفاق.

....

والحمد لله رب العالمين ،،،،