1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 (6 تقييمات)

زعم أحد الرافضة أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تشك في نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم مستدِلًّا بهذه الرواية:

قال أبو يعلى الموصلي:

[ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أَسْمَاءَ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " وَكَانَ مَتَاعِي فِيهِ خَفٌّ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ ثَقَالٍ بَطِيءٍ يَتَبَطَّأُ بِالرَّكْبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ، وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جَمَلِ عَائِشَةَ حَتَّى يَمْضِيَ الرَّكْبُ». قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: يَا لَعِبَادِ اللَّهِ غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ مَتَاعَكِ كَانَ فِيهِ خَفٌّ وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ، فَأَبْطَأَ بِالرَّكْبِ فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ، وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا». قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ. قَالَ: أَوَ فِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ أَفَلَا عَدَلْتَ؟ وَسَمِعَنِي أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ فِيهِ غَرْبٌ - أَيْ حِدَّةٌ - فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَلَطَمَ وَجْهِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْلًا يَا أَبَا بَكْرٍ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْغَيْرَى لَا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلَاهُ».  مسند أبي يعلى : 4670

--------------------------------------------

فقلت: سأفترض صحة الرواية وأقول:

أولا: لو كانت كلمة السيدة عائشة رضي الله عنها فيها أي إساءة لرسول صلى الله عليه وسلم لكان الرسول صلى الله عليه وسلم غضب من قولها! لكن الذي حدث هو العكس تمامًا، فالرسول صلى الله عليه وسلم تَبَسَّمَ من كلامها ، بل دَافَعَ عنها حينما ضربها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

ثانيًا: الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يسكت على باطل أبدًا ، وسكوته إقرارٌ منه لفعلها، وهذه شهادة منه أنَّ فِعْلَهَا ليس من الباطِل المُحَرَّم.

ثالثًا: السيدة عائشة رضي الله عنها أصابتها الغَيْرَةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت له في حديث آخر: [ومالي لا يَغَار مِثْلِي على مِثْلِك يا رسول الله؟!] ، والمرأة التي تكون زوجةً لخاتم النبيين وسيد المرسلين من الطبيعي جدًا أن تغار عليه.

امرأة متزوجة من خير خلق الله أجمعين، أليس من الطبيعي أن تغار عليه؟!

بل النبي صلى الله عليه وسلم شَهِدَ لها أنها قالت ذلك بسبب الغيرة فقال: «إِنَّ الْغَيْرَى لَا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلَاهُ». أي أن المرأة إذا أصابتها الغَيْرَةُ لا ترى أمامها من شدة غيرتها.

رابعًا: هل مَن يطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها لهذا الحديث أكثر غيرةً على رسول الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه؟!

خامسًا: هذه الرواية تضرب دين الشيعة في مَقتل، لأن الشيعة يقولون إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يبغض رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يعادي أبو بكر ابنته ويضربها لأجل الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان يبغضه بالفعل؟!

سادسًا: إذا قال الشيعي الرافضي إن أم المؤمنين عائشة عليها السلام كانت تشك في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا له هذا الكلام باطل، لأنه يوجد عندنا عشرات الأحاديث التي تبين إيمانها برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي التي حكت لنا كيفية نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي قالت: [ كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] أي كنت أضع له العِطْرَ طيبَ الرائحة.

لاحظ أنها قالت عنه: [ رسول الله ]. فكيف كانت تشك في نبوته وهي تشهد له بالرسالة ؟!

وذات ليلة قال لها: [«يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي»] فقالت له: [ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ].

سابعًا: لماذا استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أن يقضي فترة مرضه في بيت عائشة إذا كانت تشك في نبوته؟!

ثامنًا: هذه الرواية ضعيفة لسببين:

الأول: سلمة بن الفضل الأبرش كثير الخطأ، وقال عنه البخاري: عنده مناكير، وفيه نظر.

الثاني: محمد بن إسحاق مدلس، ولم يُصَرِّحْ أنه سمع الرواية من يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ.

وعليه فالحديث أصلًا ضعيف، ولا يُحْتَجُّ به. 

والحمد لله رب العالمين ،،،،

 

سؤال: كيف يضع الله ذنوب...
سؤال: كيف يضع الله ذنوب المسلمين على اليهود والنصارى؟!الحمد لله...
إقرأ المزيد
أليست هذه رواية صحيحة...
أليست هذه رواية صحيحة لقصة الغرانيق ؟!الحمد لله والصلاة والسلام على...
إقرأ المزيد
هل قال عمر بن الخطاب إن...
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
إقرأ المزيد
هل كانت عائشة تدعو من...
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
إقرأ المزيد
هل ابن سلول ممن بايع...
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
إقرأ المزيد
تعليق حول مقطع إحراق...
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
إقرأ المزيد
مثناة كمثناة أهل الكتاب
مكافح الشبهات - أبو عمر الباحث سلسلة الرد على منكري السنة...
إقرأ المزيد
هل صلى نصارى نجران في...
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
إقرأ المزيد
ملحد يرد على حلقة حتى...
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه...
إقرأ المزيد
هل قال النبي لفاطمة:...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
إقرأ المزيد
سؤال حول علم الناسخ...
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
إقرأ المزيد
قصة ثعلبة بن عبد الرحمن...
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
إقرأ المزيد