1 1 1 1 1 1 1 1 1 1

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد

كانت لي حلقة للرد على النصراني رشيد حمامي أَكَّدْتُّ فيها أن القرآن الكريم يقول بتحريف التوراة والإنجيل ، وأثبتُّ ذلك باعتراف رشيد حمامي نفسه

فكتب أحدهم تعليقًا تحت الحلقة يقول فيه:

-------------------------------------

من قال أن التوراة والإنجيل محرفين فهو إما جاهل أو مكابر وكل حديث ذكر فيه أن الكتابين محرفين فهو حديث يتعارض مع نصوص الآيات القرآنية لأن القرآن تحدى بالتوراة والإنجيل على أن يأتي أحد مثلهما (قل فأتوا بكتاب هو أهدى منهما أتبعه) كما استغرب القرآن على اليهود قائلا وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله فلو كانا محرفين لما قال مثل هذا الكلام وهناك آيات أخرى أيضا لم أكتبها إختصارا للكلمة لذلك فمثل هذه الأحاديث تعتبر ساقطة وإن كانت صحيحة لأنها تتصادم مع القرآن فلا يصح الإحتجاج بها أبدا.

--------------------------------------

فقلت:

بل القائل بعدم تحريفها هو الجاهل ، لأن الأدلة تواترت على تحريف هذين الكتابين!

بل مع تواتر الأدلة على تحريف (التوراة والإنجيل ) اضطر علماء النصارى وعلماء اليهود أن يعترفوا بوقوع التحريف فيهما !

هذه القصة من التوراة الموجودة حاليًا في سفر التكوين 32:

[ 24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ»].

وعلماؤهم يقولون إن الشخص الذي صارعه يعقوب هو الله !!

فهل هذه القصة من وحي الله ، ووصلت إلينا بدون تحريف ؟!

وجاء في سفر المزامير: (مزمور 78 : 65) [ فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ، كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ ].

هل ترضى أن يوصف الله بهذا الوصف ، وترضى بأن الله هو الذي أوحى بهذا الوصف عن نفسه ؟!

وهل مولى يخاطب الله رب العالمين ويصفه بالإساءة ؟

[ فقال موسى للرب لماذا اسأتَ الى عبدك ؟ ] سفر العدد 11 – 11

وهل نبي الله يعقوب كذب وسرق النبوة من أخيه عيسو وهل ترضى أن يقال إن نبي الله لوط عليه السلام زنى مع بنتيه كما في سفر التكوين 19 ؟

وهل تؤمن بأن رأوبين يزني بزوجة أبيه نبي الله يعقوب كما في التكوين 35 - 22 ؟

لا أريد الإطالة أكثر من ذلك ، ولكنك بهذا القول على خطر عظيم !!

أما قوله تعالى { قل فأتوا بكتاب هو أهدى منهما أتبعه } فليس دليلا على صحة التوراة والإنجيل الموجودين حاليًا ، فلو أن رجعت لسياق الآيات لعلمت عن ماذا تتحدث !!

قال الله تعالى:

{ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) }.

ولقد كان اليهود يقولون لكفار قريش: سلوا محمدًا أن يفعل الآيات والمعجزات مثل التي فعلها موسى عليه السلام ، فقال اللَّهُ لِنبيه مُحَمَّدْ عليه الصلاة والسلام : قل لقريش، فليقولوا لليهود { أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} ، يعني ألم يكفر اليهود بالآيات التي فعلها موسى من قبل ؟!

وكفرت اليهود بِمَا أُوتِيَ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصلاة والسَّلَامُ ، وقالت قريش نكفر بالكتابين { وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ }.

فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لقريش: { فأتوا بكتاب هو أهدى منهما أتبعه }.

أي أعطوني - يا كفار قريش - كتابًا أهدى من القرآن الكريم أو كتابًا أهدى من التوراة التي أنزلها الله على موسى حتى أتبعه.

فالآيات تتحدث عن التوراة التي أنزلها الله على موسى ، وليس التوراة الموجودة اليوم بين أيدي اليهود. أما قوله تعالى: { وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله }.

فليس دليلًا أيضا على صحة التوراة الموجودة حاليًا.

فالتوراة التي كانت موجودة أيام النبي صلى الله عليه وسلم - مع تحريفها - لكن كان فيه حكم الله وهو الرجم ، فهذا حدث حينما أراد اليهود أن يأخذوا من النبي عليه الصلاة والسلام حُكمًا مختلفًا عن الرجم بخصوص الشخص الذي وقع في الزنا لأنه كان من أشراف اليهود.

فذهب اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعهم الشخص الزاني وقالوا له: هذا الرجل قد زنى فبِماذا تحكم عليه ؟!

فقال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام: كيف يتحاكم هؤلاء إليك مع عدم إيمانهم بك ، والتوراة التي بين أيديهم فيها الحكم الإلهي برجم الشخص الزاني ؟!

فالمقصود بالحكم المذكور في الآية هو حكم الرجم فقط ، وليس أن كل التوراة الموجودة في أيدي اليهود صحيحة.

أقسام القناة

ردود على زكريا بطرس

ردود على رشيد

ردود على وحيد

ردود على عدنان إبراهيم

مكافح الشبهات