طباعة
1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 (71 تقييمات)

هل شرب معاوية رضي الله عنه الخمر ؟؟

رد على عدنان إبراهيم يتهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بشرب الخمر !!

الرد:

-----

معاوية رضي الله عنه هو الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث العقوبة في الخمر !!

{ عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ:

إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ، فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الثَّالِثَةَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الرَّابِعَةَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ }.

 

مسند أحمد ط الرسالة ج28 ص83 ط الرسالة - بيروت.

أما الحديث الذي يقصده فقد رواه الإمام أحمد في مُسنده برقم 22941 قال:

{ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي، ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا، وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي }.

ومعاوية نفسه يقول بحسب هذه الرواية:

{ وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ }.

فالكلام في الرواية عن اللبن وليس عن الخمر.

 

ويدل على كلامي أن الإمام ابن حجر الهيثمي وضع الرواية تحت:

{ باب ما جاء في اللبن }

ونفس هذه الرواية رواها الإمام ابن أبي شَيْبَة في المُصَنَّف قال:

{ حدثنا زيد بن الحُباب، عن حسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بُريدة، قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجْلَسَ أبي على السَّرير، وأَتَى بالطعام فأطْعَمنا، وأتَى بشرابٍ فشَرِبَ، فقال معاوية: ما شيءٌ كنتُ أستَلِذَّهُ وأنا شابٌّ فآخُذُهُ اليومَ إلا اللَّبَنَ؛ فإني آخُذُه كما كنتُ آخُذُه قَبْلَ اليَومِ، والحديثَ الحَسَنَ }.

 وليس في الرواية قول عبد الله بن بريدة: { ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ }.

 مع أن الروايتين من طريق نفس الرواة !

وهذا يدل أن هناك شيئا (اضطرابا) ما في أحد رواة هذه الرواية.

 فلو فحصنا حال حسين بن واقد لعلمنا أن الإمام ابن حجر العسقلاني قال عنه: { ثقة له أوهام }.

 ولو فحصنا حال زيد بن الحُباب لعلمنا أن الإمام أحمد بن حنبل يقول عنه: { كان صدوقا، ولكن كان كثير الخطأ }.

وقال عنه الذهبي: { لم يكن به بأس, وقد يَهِم }.

إذًا فالزيادة التي وردت في مُسند الإمام أحمد بن حنبل زيادة منكرة, ليست بصحيحة.

والحافظ ابن حجر الهيثمي يستنكر هذه الزيادة في كتابه مجمع الزوائد, ويقول: { وفي كلام معاوية شيء تركته }.

مجمع الزوائد ج5 ص37 ط دار الكتب العلمية - بيروت.

فلماذا تركه الإمام الهيثمي إذا كان صحيحا ؟؟

 وقال الحافظ المِزِّيُّ:

{ قال عبد الله قال أبي (أحمد بن حنبل) : عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد, ما أنكَرَهَا }.

تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج14 ص331 ط الرسالة - بيروت.

وقال المزيُّ بعدها: { وأبو المنيب أيضا يقول: كأنها من قبل هؤلاء }. أي أنها من أوهام هؤلاء الرواة.

بدليل قول الحافظ ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج5 ص13:

{ عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنْكَرَهَا ! يعنى الأحاديث التى رواها حسين عنه }

فالإمام أحمد بن حنبل نفسه الذي روى هذه الرواية هو الذي ينكرها, فكيف تقولون أنها صحيحة ؟

قليل من الإنصاف يا سادة  !!

أرجو النشر في كل مكان